أذوبة حروب الردة

مالك بن نويرة رضوان الله عليه

18992- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن سَالِمٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم خَالِدَ بن الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي [، أَحْسَبُهُ قَالَ،] جَذِيمَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا، يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا صَبَأْنَا، فَجَعَلَ خَالِدٌ (بهم) (1) قَتْلاً وَأَسْرًا، قَالَ: وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا، أَمَرَنَا خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ (2) مِنَّا أَسِيرَهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ، قُلْتُ: وَاللهِ لاَ أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلاَ يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ، فَقَدِمْنَا النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فَذَكَرَ لَهُ صَنِيعَ خَالِدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وَرَفَعَ يَدَيْهِ: اللهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ [اللهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ].

18993- عَن مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي الرِّدَّةِ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى أَهْلِ أَبْيَاتٍ، حَتَّى طَفِقَتِ (1) الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، فَأَرْشَفْنَا إِلَيْهِمُ الرِّمَاحَ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: نَحْنُ عِبَادُ اللهِ، فَقَالُوا: وَنَحْنُ عِبَادُ اللهِ فَأَسَرَهُمْ خَالِدُ بن الْوَلِيدِ حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ أَمَرَ أَنْ يُضْرَبَ أَعْنَاقُهُمْ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَقُلْتُ: اتَّقِ اللهَ يَا خَالِدُ فَإِنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ لَكَ، قَالَ: اجْلِسْ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْكَ فِي شَيْءٍ، قَالَ: فَكَانَ أَبُو قَتَادَةَ يَحْلِفُ (أَنْ) (2) لاَ يَغْزُو مَعَ خَالِدٍ أَبَدًا، قَالَ: وَكَانَ الأَعْرَابُ هُمُ الَّذِينَ شَجَّعُوهُ عَلَى قَتْلِهِمْ، مِنْ أَجْلِ الْغَنَائِمِ وَكَانَ ذَلِكَ فِي مَالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ.

سير اعلام النبلاء

جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ( ع ) مِنَ الطُّلَقَاءِ الَّذِينَ حَسُنَ إِسْلَامُهُمْ

ثُمَّ إِنَّ سَجَاحِ قَصَدَتْ بِجُنُودِهَا الْيَمَامَةَ ; لِتَأْخُذَهَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ بْنَ حَبِيبٍ الْكَذَّابِ ، فَهَابَهُ قَوْمُهَا ، وَقَالُوا : إِنَّهُ قَدِ اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَعَظُمَ . فَقَالَتْ لَهُمْ فِيمَا تَقُولُهُ : عَلَيْكُمْ بَالْيَمَامَهْ ، دُفُوا دَفِيفَ الْحَمَامَهْ ، فَإِنَّهَا غَزْوَةٌ صَرَّامَهْ ، لَا تَلْحَقُكُمْ بَعْدَهَا مَلَامَهْ . قَالَ : فَقَصَدُوا نَحْوَ مُسَيْلِمَةَ ، فَلَمَّا سَمِعَ بِمَسِيرِهَا إِلَيْهِ خَافَهَا عَلَى بِلَادِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ مَشْغُولٌ بِمُقَاتَلَةِ ثُمَامَةَ بْنِ أَثَالٍ ، وَقَدْ سَاعَدَهُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهِلٍ بِجُنُودِ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُمْ نَازِلُونَ بِبَعْضِ بِلَادِهِ يَنْتَظِرُونَ قُدُومَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، كَمَا سَيَأْتِي ،

زر الذهاب إلى الأعلى