فَمَنْ أَغْضَبَهَا فقد أَغْضَبَنِي استدلَّ به السُّهيليُّ على أنَّ من سبَّها فإنَّه يكفر
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري المؤلف: أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني الشافعي (851 – 923 هـ) تحقيق: المكتب العلمي بدار الكمال المتحدة الناشر: دار عطاءات العلم – دار ابن حزم
3767 – وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ) هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ) سفيانُ (عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبدِ الله (عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ) رضي الله عنهما: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ) بفتح المُوحَّدة: قطعةٌ (مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا) فقد (أَغْضَبَنِي) استدلَّ به السُّهيليُّ على أنَّ من سبَّها فإنَّه يكفر، وأنَّها أفضل بناته صلى الله عليه وسلم، وعُورِض: بأنَّ أخواتها زينب ورقيَّة وأمَّ كلثومٍ يشاركنها في الصِّفة المذكورة؛ لأنَّ كلًّا منهنَّ بضعةٌ منه صلى الله عليه وسلم، وإنَّما يُعتَبر التَّفضيل بأمرٍ يختصُّ به المُفضَّل على غيره، وأُجيب بأنَّها امتازت عنهنَّ بأنَّهنَّ مِتْنَ في حياته صلى الله عليه وسلم، فكنَّ في صحيفته، ومات صلى الله عليه وسلم في حياة فاطمة، فكان في صحيفتها، ولا يقدِّر قَدْر ذلك إلَّا الله، فانفردت فاطمة دون سائر بناته فامتازت بذلك، وبأنْ بشَّرها في مرض موته بأنَّها سيِّدة نساء أهل الجنَّة، أي: من أهل هذه الأمَّة المُحمَّديَّة، وقد ثبت أفضليَّة هذه الأمَّة على غيرها، فتكون فاطمة على هذا أفضل من مريم وآسية، وفي ذلك خلافٌ، وقد بُسِطَ الكلام على ذلك في «شرح النّقاية»، وأُجيب عن حديث عائشة رضي الله عنها عند الطَّحاويِّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: «زينب أفضل بناتي» على تقدير ثبوته بأنَّ ذلك كان متقدِّمًا، ثمَّ وهب الله عز وجل لفاطمة من الأحوال السَّنيَّة، والكمالات العليَّة ما لم يشركها فيه أحدٌ من نساء هذه الأمَّة مطلقًا. وهذا الحديث سبق في «ذكر أصهار النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» [خ¦3729] بأتمَّ من هذا، وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ.
سير أعلام النبلاء
زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكْبَرُ أَخَوَاتِهَا مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ السَّيِّدَاتِ .تُوُفِّيَتْ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ .