رزية الخميس

معنى يهجر

1- حجة القراءات المؤلف: عبد الرحمن بن محمد، أبو زرعة ابن زنجلة (ت حوالي 403 هـ) محقق الكتاب ومعلق حواشيه: سعيد الأفغاني [ت 1417 هـ] ص489

‌‌{مستكبرين بِهِ سامرا تهجرون} 68
قَرَأَ نَافِع {سامرا تهجرون} بِضَم التَّاء وَكسر الْجِيم من ‌أَهجر يهجر إِذا هذى فَمَعْنَى تهجرون أَي تهذون وَقَالُوا ‌أَهجر الْمَرِيض إِذا تكلم بِمَا لَا يفهم فَكَانَ الْكفَّار إِذا سمعُوا قِرَاءَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ تكلمُوا بالفحش وَسبوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ فَقَالَ جلّ وَعز {مستكبرين بِهِ} أَي بِالْقُرْآنِ أَي يحدث لكم بتلاوته عَلَيْكُم استكبارا {سامرا تهجرون} قَالَ ابْن عَبَّاس تأتون بالهجر والهذيان وَمَا لَا خير فِيهِ وَفِي الحَدِيث فِي زِيَارَة الْقُبُور


2- المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم أبو العباس القرطبي – ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

وَقَدْ رُوِيَ فِي غَيْرِ الْأُمِّ ” هَجَرَ ” بِلَا اسْتِفْهَامٍ، وَالْهَجْرُ يُرَادُ بِهِ هَذَيَانُ الْمَرِيضِ، وَهُوَ الْكَلَامُ الَّذِي لَا يَنْتَظِمُ وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ لِعَدَمِ فَائِدَتِهِ، وَوُقُوعُ مِثْلِ هَذَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَالِ مَرَضِهِ أَوْ صِحَّتِهِ مُحَالٌ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَفِظَهُ مِنْ حِينِ بَعَثَهُ إِلَى حِينِ قَبَضَهُ عَمَّا يُخِلُّ بِالتَّبْلِيغِ، أَلَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [النَّجْمِ: 3] إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النَّجْمِ: 4]

الفائق في غريب الحديث والأثر المؤلف: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (ت 538 هـ) المحقق: علي محمد البجاوي [ت 1399 هـ]- محمد أبو الفضل إبراهيم [ت 1401 هـ] ج4 ص 93

هجر قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم فِي مَرضه: ائْتُونِي أكتب لكم كتابا لَا تضلُّون بعده أبدا. فَقَالُوا: مَا شَأْنه ‌أَهجر أَي أهذي يُقَال: هجر يهجر هجراً إِذا هذى وأهجر: أفحش.


3 – تفسير الكشاف – ومعه الانتصاف ومشاهد الإنصاف والكافي الشاف   (الزمخشري – ناصر الدين ابن المنير السكندري – ابن حجر العسقلاني – محمد عليان المرزوقي)  ج4 ص 193

وتهجرون، من ‌أهجر في منطقه إذا أفحش. والهجر- بالضم-: الفحش، ومن هجر الذي هو مبالغة في هجر إذا هذى. والهجر-: بالفتح الهذيان.


4 – مشارق الأنوار على صحاح الآثار المؤلف: القاضي عياض (476 – 544 هـ) حققه وخرج أحاديثه ورتب مادته: صالح أحمد الشامي (الكتاب مرتب على الحروف، على ترتيب المغاربة، فأعاده المحقق على الترتيب المشهور، في الحرف الأول والثاني والثالث من المادة، وليس الأول فقط، فليُتَنَبَّه) الناشر: دار القلم، دمشق – سوريا ج4 ص 437

وأما الإهجار: فقول الفحش والخنا، وكثرة الكلام وهو قريب من معنى المجانة، يقال: ‌اهجر في كلامه والظاهر أنه مصحف من الإجهار، وإن كان معناه لا يبعد هنا أيضًا.


5 – إيضاح شواهد الإيضاح  المؤلف: أبو علي الحسن بن عبد الله القيسي (ت ق 6هـ) دراسة وتحقيق: الدكتور محمد بن حمود الدعجاني ج1 ص551

والهجر: القبيح من الكلام، وقد ‌اهجر ف ي منطقه إهجاراً، وهجر هجراً: إذا هذى


6 – مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني المؤلف: محمد بن أبي المحاسن محمود بن أبي الفتح محمد بن أبي شجاع أحمد الكرماني، أبو العلاء الحنفي (ت بعد 563هـ) دراسة وتحقيق: عبد الكريم مصطفى مدلج تقديم: الدكتور محسن عبد الحميد ص 292

‌‌67 – قوله تعالى: (تَهْجُرُونَ)، يجوز أن يكون من الهِجْران، وهو قول الحسن ومقاتل واختيار المفضل، والمعنى: تهجرون القرآن وترفضونه، ويجوز أن يكون من الهُجْر، وهو قول القبيح، يقال: هَجَرَ يَهْجُرُ هُجْرًا إذا قال غير الحق، ويقال في هذا المعنى أيضًا: ‌أهْجَرَ إهْجَارًا إذا أفحش في منطقه،


7 – المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث  المؤلف: محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى (ت 581هـ) المحقق: عبد الكريم العزباوي ج 3 ص 479

في حديث مَرَضِ النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم: “قالوا: ما شَأنُه؟ ‌أهَجَرَ؟ ” : أي أهْذَى (2)، وأَهجَر: أَفحَش.


8 – المُغرِب في ترتيب المعرِب المؤلف: أبو الفتح ناصر بن عبد السيد بن علي المطرزي الحنفي الخوارزمي (538 – 616 هـ، قاله ابن خلكان)

(والهجر) بالضم الفحش اسم من ‌أهجر في منطقه إذا أفحش


9 – الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد المؤلف: المنتجب الهمذاني (ت 643 هـ) حقق نصوصه وخرجه وعلق عليه: محمد نظام الدين الفتيح الناشر: دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية ج4 ص 616

وقرئ: (تُهْجِرون) بضم التاء وكسر الجيم (1)، من الإهجار وهو الإفحاش في المنطق، يقال: ‌أهجر في منطقه، إذا أفحش وأتى بالهُجْر، وهو الفحش، وفي الحديث في زيارة القبور: “زوروها ولا تقولوا هُجْرًا” (2) أي: فحشًا وما لا خير فيه من الكلام.


10 – كتاب العين المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت 170هـ) المحقق: د مهدي المخزومي، د إبراهيم السامرائي الناشر: دار ومكتبة الهلال

أي: تقولون الهُجْر، أي: قول الخّنا، والإِفحاش في المنطِق، تقول: ‌أَهْجَر إهْجاراً، قال الشماخ: «6» .
كما جدةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ … عليها كلاماً جار فيهِ وأَهْجَرا
والهَجْرُ: هَذَيانُ المُبَرْسَمِ ودأبُه وشأنُه، ويُقال: منه سامراً تَهْجُرون، أي: تَهذون في النَّوْم، تقول: هَجَرْتُ هَجْراً، والاسمُ: الهِجّيرَى، تقولُ: رأيُته يَهْجُر هَجْراً وهِجْيرَى وإجِّيَرى لغةٌ وإهْجيرَى لغةٌ فيه.


11 – الجيم المؤلف: أبو عمرو إسحاق بن مرّار الشيباني بالولاء (ت 206 هـ) المحقق: إبراهيم الأبياري [ت 1414 هـ] راجعه: محمد خلف الله أحمد [ت 1403 هـ] الناشر: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة

وقال الأسعديُّ: قد ‌أَهجر لهم إذا فَحُش عليهم.


12 – معاني القرآن المؤلف: أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد (ت 338 هـ) المحقق: محمد علي الصابوني الناشر: جامعة أم القرى – مكة المكرمة

قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة يقال ‌أهجر يهجر إذا نطق بالفحش وقال الخني وقال والإسم منه الهجر ومعناه أنه تجاوز

وفي ص 213  المعنى وبيّنوا عليهنّ بكلام غليظ وتوبيخ شديد من قولهم: ‌أهجر إذا أفحش


13 – إعراب القراءات السبع وعللها – المؤلف: أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن خالويه الأصبهاني (ت 603 هـ) [كذا بالمطبوع، والصواب أنه لأبي محمد ابن خالويه النحوي (ت 370 هـ)] ضبط نصه وعلق عليه: أبو محمد الأسيوطي

قرأ نافع «تُهْجَرُونَ» بالضَمِّ من أَهجر إهْجارًا: إذا أهذى. يقال أهجر المريضُ:إذا تكلّم بما لا يفهم.

وقال في ص 307 وقولُه تَعَالى: {إنَّ قَومِي اتَّخَذُواْ}. فتح الياء فِيْ «قومَي» أَبُو عَمْروٍ ونافعٌ وابنُ كثيرٍ فِيْ رواية البزي.
وأسكنها الباقون وقُنبل، ومعنى هَذِهِ الآية أنّهم تركوا القرآن وتلاوته والعمل بِهِ وهجروه فصار مهجورًا. وَقَالَ آخرون: بل جعلوه كالهذيان، كَمَا يقال: ‌أهجر المريض والنائم: إِذَا ردَّدَ الكلمةَ بعدَ الكلمةَ.

وقال في ج2 ص 92  وقوله تعالى: {سامِراً تَهْجُرُونَ} [67] قرأ نافع «(تُهجرون)» بالضمّ من ‌أهجر إهجارا: إذا أهذى. يقال ‌أهجر المريض: إذا تكلّم بما لا يفهم.


14 – الغَرِيبَين في القرآن والحديث المؤلف: أبو عبيد أحمد بن محمد الهَروي (المتوفى 401 هـ) تحقيق ودراسة: أحمد فريد المزيدي قدم له وراجعه: أ. د. فتحي حجازي الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز – المملكة العربية السعودية

‌‌(هجر)
قوله تعالى: {سامرا تهجرون} أي تهجرون القرآن وقيل: تهذون ويقال: هجر البلبل إذا هذا يهجر هجرًا، وقرى: {تهجرون} أي: تفحشو وقد ‌أهجر في منطقه إذا أفحش، والهجر بضم الهاء: الفحش.


15 – عمدة القاري شرح صحيح البخاري بدر الدين العيني – أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى

قَوْلُهُ: (أَهَجَرَ) بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيِّ عِنْدَ جَمِيعِ رُوَاةِ الْبُخَارِيِّ، وَفِي رِوَايَةِ الْجِهَادِ هَجَرَ بِدُونِ الْهَمْزَةِ، وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ هُنَاكَ: هَجَرَ هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَكْرَارِ لَفْظِ هَجَرَ، وَقَالَ عِيَاضٌ: مَعْنَى هَجَرَ أَفْحَشَ، وَيُقَالُ هَجَرَ الرَّجُلُ إِذَا هَذَى، وَأَهْجَرَ إِذَا أَفْحَشَ.

قُلْتُ: نِسْبَةُ مِثْلِ هَذَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجُوزُ؛ لِأَنَّ وُقُوعَ مِثْلِ هَذَا الْفِعْلِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُسْتَحِيلٌ؛ لِأَنَّهُ مَعْصُومٌ فِي كُلِّ حَالَةٍ فِي صِحَّتِهِ وَمَرَضِهِ؛ النبي لِقَوْلِهِ تَعَالَى  وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى

وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: “إِنِّي لَا أَقُولُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا إِلَّا حَقًّا” وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ كَثِيرًا، وَأَكْثَرُهُ لَا يُجْدِي، وَالَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ أَوْ هَجَرَ بِالْهَمْزَةِ وَبِدُونِهَا هُمُ الَّذِينَ كَانُوا قَرِيبِي الْعَهْدِ بِالْإِسْلَامِ، وَلَمْ يَكُونُوا عَالِمِينَ بِأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ لَا يَلِيقُ أَنْ يُقَالَ فِي حَقِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ مِثْلَ غَيْرِهِ مِنْ حَيْثُ الطَّبِيعَةُ الْبَشَرِيَّةُ إِذَا اشْتَدَّ الْوَجَعُ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَكَلَّمَ مِنْ غَيْرِ تَحَرٍّ فِي كَلَامِهِ، وَلِهَذَا قَالُوا اسْتَفْهِمُوهُ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا مُرَادَهُ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَقَعَ بَيْنَهُمُ التَّنَازُعُ حَتَّى أَنْكَرَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله

وَمِنْ جُمْلَةِ تَنَازُعِهِمْ رَدُّهُمْ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: (فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ) وَيُرْوَى يَرُدُّونَ عَنْهُ أَيْ عَمَّا قَالَهُ فَلِهَذَا قَالَ: دَعُونِي أَيِ اتْرُكُونِي، وَالَّذِي أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُرَاقَبَةِ وَالتَّأَهُّبِ لِلِقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ مِنْ تَرْكِ الْكِتَابَةِ، وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ.


16 – شرح السيوطي لسنن النسائي السيوطي – جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

( وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : أَيْ : فُحْشًا يُقَالُ : أَهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ يُهْجِرُ إِهْجَارًا إِذَا فَحُشَ , وَكَذَلِكَ إِذَا أَكْثَرَ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي , وَالِاسْمُ الْهُجْرُ بِالضَّمِّ وَهَجَرَ يَهْجُرُ هَجْرًا بِالْفَتْحِ : إِذَا خَلَطَ فِي كَلَامِهِ وَإِذَا هَذَى .


17 – مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح  الملا علي القاري – نور الدين علي بن سلطان محمد القاري

( فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ) ، أَيْ : مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ عِنْدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَقَارِبِهِ ( وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : قَرِّبُوا ) ، أَيِ : الدَّوَاةَ وَالْقَلَمَ ( يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) بِالْجَزْمِ عَلَى جَوَابِ الْأَمْرِ أَيْ : يُمْلِ عَلَيْكُمْ مَا أَرَادَ كِتَابَتَهُ ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ) . أَيْ : مِنَ الْمَنْعِ لِشِدَّةِ الْوَجَعِ ( فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ ) : بِفَتْحَتَيْنِ أَيِ : الصَّوْتُ الَّذِي لَا يُفْهَمُ مَبْنَاهُ ، وَلَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَاهُ ( وَالِاخْتِلَافَ ) ، أَيِ : الْمُوجِبَ لِلنِّزَاعِ وَالْخِلَافِ ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : ( قُومُوا عَنِّي ) ، أَيْ : فَإِنِّي تَرَكْتُ قَصْدَ الْكِتَابَةِ اعْتِمَادًا عَلَى مَا ثَبَتَ عِنْدَكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ .

وَأَمَّا قَوْلُ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – : حَسْبُكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، فَقَدِ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ مِنْ دَلَائِلِ فِقْهِهِ وَفَضَائِلِهِ وَدَقَائِقِ نَظَرِهِ وَفَهْمِهِ ، لِأَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يَكْتُبَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أُمُورًا رُبَّمَا عَجَزُوا عَنْهَا ، وَاسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ عَلَيْهَا لِكَوْنِهَا مَنْصُوصَةً لَا مَجَالَ لِلِاجْتِهَادِ فِيهَا ، وَأَشَارَ قَوْلُهُ : حَسْبُكُمْ كِتَابُ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ : مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ وَقَوْلِهِ تَعَالَى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .

( فَقَالُوا ) ، أَيْ : بَعْضُهُمْ ( مَا شَأْنُهُ ) ؟ أَيْ حَالُهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ( أَهَجَرَ ) ؟ بِفَتَحَاتٍ أَيِ : اخْتَلَفَ كَلَامُهُ مِنْ جِهَةِ الْمَرَضِ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِفْهَامِ . وَفِي النِّهَايَةِ أَيْ : هَلْ تَغَيَّرَ كَلَامُهُ وَاخْتَلَطَ لِأَجْلِ مَا بِهِ مِنَ الْمَرَضِ ، وَلَا يُجْعَلُ إِخْبَارًا فَيَكُونُ مِنَ الْفُحْشِ وَالْهَذَيَانِ ، وَالْقَائِلُ عُمَرُ ، وَلَا يُظَنُّ بِهِ ذَلِكَ . قَالَ الْخَطَابِيُّ : وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ قَوْلُ عُمَرَ عَلَى أَنَّهُ تَوَهَّمَ الْغَلَطَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَوْ ظَنَّ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَلِيقُ بِحَالِهِ ، لَكِنَّهُ لَمَّا رَأَى مَا غَلَبَ عَلَيْهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنَ الْوَجَعِ وَقُرْبِ الْوَفَاةِ ، مَعَ مَا غَشِيَهُ مِنَ الْكَرْبِ خَافَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِمَّا يَقُولُهُ الْمَرِيضُ مِمَّا لَا عَزِيمَةَ لَهُ فِيهِ ، فَيَجِدُ الْمُنَافِقُونَ بِذَلِكَ سَبِيلًا إِلَى الْكَلَامِ فِي الدِّينِ ، وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُهُ يُرَاجِعُونَهُ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ قَبْلَ أَنْ يَجْزِمَ فِيهَا بِتَحَتُّمٍ ، كَمَا رَاجَعُوهُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي الْخِلَافِ وَفِي كِتَابِ الصُّلْحِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ ، فَأَمَّا إِذَا أَمَرَ بِالشَّيْءِ أَمْرَ عَزِيمَةٍ ، فَلَا يُرَاجِعُهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَإِنْ كَانَ اللَّهُ – تَعَالَى – رَفَعَ دَرَجَتَهُ فَوْقَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ لَمْ يُنَزِّهْهُ مِنْ سِمَاتِ الْحُدُوثِ وَالْعَوَارِضِ الْبَشَرِيَّةِ وَقَدَّسَهَا فِي الصَّلَاةِ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَوَقَّفَ فِي مِثْلِ هَذَا حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَقِيقَتَهُ ، فَلِهَذَا الْمَعْنَى وَشِبْهِهِ رَاجَعَهُ عُمَرُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – .

قَالَ الْقَاضِي : مَعْنَى أَهَجَرَ أَفَحَشَ ، يُقَالُ : هَجَرَ الرَّجُلُ إِذَا هَذَى ، وَأَهَجَرَ إِذَا فَحَشَ وَتَعَسَّفَ فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ سُكُونَ الْهَاءِ وَالرِّوَايَاتُ كُلُّهَا إِنَّمَا هِيَ بِفَتْحِهَا ، وَقَدْ تَكَلَّمَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، فَلَخَصَّهُ الْقُرْطُبِيُّ تَلْخِيصًا حَسَنًا ، ثُمَّ لَخَّصْتُهُ مِنْ كَلَامِهِ . وَحَاصِلُهُ أَنَّ قَوْلَهُ : هَجَرَ الرَّاجِحُ فِيهِ إِثْبَاتُ الْهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِيَّةِ ، وَبِفَتَحَاتٍ عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ مَاضٍ ، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا مَا يَقَعُ مِنْ كَلَامِ الْمَرِيضِ مِمَّا لَا يَنْتَظِمُ ، وَلَا يَعْتَدُّ بِهِ لِعَدَمِ فَائِدَتِهِ وَوُقُوعُ ذَلِكَ مِنْهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مُسْتَحِيلٌ ; لِأَنَّهُ مَعْصُومٌ فِي صِحَّتِهِ وَمَرَضِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى وَلِقَوْلِهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : ( إِنِّي لَا أَقُولُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا إِلَّا حَقًّا ) . وَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا مَالَ مَنْ قَالَ مُنْكِرًا عَلَى مَنْ يَتَوَقَّفُ فِي امْتِثَالِ أَمْرِهِ بِإِحْضَارِ أَسْبَابِ الْكِتَابَةِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : أَتَتَوَقَّفُ فِي ذَلِكَ ، أَتَظُنُّ أَنَّهُ بِتَغَيُّرِهِ يَقُولُ الْهَذَيَانَ فِي مَرَضِهِ امْتَثِلْ أَمْرَهُ وَأَحْضِرْ مَا طَلَبَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَقُولُ إِلَّا الْحَقَّ ، وَهَذَا أَحْسَنُ الْأَجْوِبَةِ . قَالَ : وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ عَنْ شَكٍّ عَرَضَ لَهُ ، وَلَكِنْ يَبْعُدُ أَنْ لَا يُنْكِرَهُ الْبَاقُونَ عَلَيْهِ مَعَ كَوْنِهِمْ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ وَلَوْ أَنْكَرُوهُ لَنُقِلَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي صَدَرَ مِنْهُ قَالَ ذَلِكَ مِنْ دَهْشَتِهِ وَحَيْرَتِهِ ، كَمَا أَصَابَ كَثِيرًا مِنْهُمْ عِنْدَ مَوْتِهِ . وَقَالَ غَيْرُهُ : يُحْتَمَلُ أَنَّ الْقَائِلِ ذَلِكَ أَرَادَ اشْتِدَادَ وَجَعِهِ ، فَأَطْلَقَ اللَّازِمَ ، وَأَرَادَ الْمَلْزُومَ لِأَنَّ الْهَذَيَانَ الَّذِي يَقَعُ مِنَ الْمَرِيضِ يَنْشَأُ عَنْ شِدَّةِ مَرَضِهِ وَاشْتِدَادِ وَجَعِهِ . وَقِيلَ ، قَالَ : لِإِرَادَةِ سُكُوتِ الَّذِينَ لَغَطُوا وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : إِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِيهِ وَيُفْضِي فِي الْعَادَةِ إِلَى ذَلِكَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : أَهَجَرَ فِعْلًا مَاضِيًا مِنَ الْهَجْرِ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ ثَانِيهِ وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ أَيِ الْحَيَاةَ ، وَذُكِرَ بِلَفْظِ الْمَاضِي مُبَالَغَةً لِمَا رَأَى مِنْ عَلَامَاتِ الْمَوْتِ عَلَيْهِ . قُلْتُ : وَيَظْهَرُ تَرْجِيحُ ثَالِثِ الِاحْتِمَالَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا الْقُرْطُبِيُّ ، وَيَكُونُ قَائِلُ ذَلِكَ بَعْضَ مَنْ قَرُبَ دُخُولُهُ فِي الْإِسْلَامِ اه . وَأَقُولُ : هَذَا بَعِيدٌ مِنَ الْمَرَامِ وَمَقَامِ الْكِرَامِ ، فَإِنَّ مِثْلَهُ لَا يَكُونُ مَعَ الْأَصْحَابِ الْفِخَامِ ، وَعَلَى التَّنَزُّلِ فَلَا يَسْكُتُونَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ زَجْرٍ وَلَوْ بِالْكَلَامِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ الْمَرَامِ .


19 – تثقيف اللسان وتلقيح الجنان المؤلف: أبو حفص عمر بن خلف بن مكي الصقلي النحوي اللغوي (ت 501 هـ) قدّم له وقابل مخطوطاته وضبطه: مصطفى عبد القادر عطا الناشر: دار الكتب العلمية ص 278

الهجر: الفحش. والهجر: الهذيان. المضموم الأول للمضموم الأول، والمفتوح للمفتوح.
‌أهجر، أفحش. وهجر: هذى. الرباعي للرباعي. والثلاثي للثلاثي.
وفي الحديث: ‌أهجر الرجل؟ على الاستفهام.


20 – كتاب الأفعال المؤلف: علي بن جعفر بن علي السعدي، أبو القاسم، المعروف بابن القَطَّاع الصقلي (ت 515هـ) ج3 ص342

هجرا أهذى والبعير أوثقه بهجار وهو حبل و “‌أهجر” الرجل قال الهجر وهو الفحش


21 – مجمع الأمثال المؤلف: أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري (ت 518 هـ) المحقق: محمد محيى الدين عبد الحميد [ت 1392 هـ]

‌‌4000- مَنْ أكْثَرَ ‌أهْجَرَ
الإهجار: الإفحاش، وهو أن يأتي في كلامه بالفحش، والَهَجْرُ: الاسم من الإهجار، كالفُحْشِ من الإفْحَاش، سمى هُجْرَاً لهَجْر العقلَاء إياه
يضرب لمن يأتي في كلامه بما لَا يعنيه.


22 – طلبة الطلبة المؤلف: عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو حفص، نجم الدين النسفي (ت 537هـ) ص 160

(هـ ج ر) : وَقَوْلُهُ عليه السلام «كُنْت نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا» أَيْ فُحْشًا يُقَال ‌أَهْجَرَ أَيْ أَفْحَشَ وَهَجَرَ مِنْ حَدِّ دَخَلَ أَيْ هَذَى وَرَدَّدَ الْكَلَامَ.


23 – لسان العرب المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت 711هـ) الحواشي: لليازجي وجماعة من اللغويين ج5 ص 254

وَفِي الْحَدِيثِ: قَالُوا مَا شَأْنُه ‌أَهَجَرَ؟ أَي اخْتَلَفَ كَلَامُهُ بِسَبَبِ الْمَرَضِ عَلَى سَبِيلِ الْاسْتِفْهَامِ، أَي هَلْ تَغَيَّرَ كَلَامُهُ وَاخْتَلَطَ لأَجل مَا بِهِ مِنَ الْمَرَضِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا أَحسن مَا يُقَالُ فِيهِ وَلَا يُجْعَلُ إِخباراً فَيَكُونُ إِما مِنَ الفُحْشِ أَو الهَذَيانِ، قَالَ: والقائلُ كَانَ عُمَر وَلَا يُظَنُّ بِهِ ذَلِكَ. وَمَا زَالَ ذَلِكَ هِجِّيراه وإِجْرِيَّاه وإِهْجِيراهُ وإِهْجِيراءَه، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، وهِجِّيره وأُهْجُورَتَهُ ودَأْبَه ودَيْدَنَهُ أَي دأْبه وشأْنه وَعَادَتَهُ. وَمَا عِنْدَهُ غَناءُ ذَلِكَ وَلَا هَجْراؤُه بِمَعْنًى. التَّهْذِيبُ: هِجِّيرَى الرَّجُلُ كَلَامُهُ ودأْبه وشأْنه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
رَمَى فأَخْطَأَ، والأَقدارُ غالِبةٌ … فانْصَعْنَ، والويلُ هِجِّيراه والحَرَبُ


24 – البستان في إعراب مشكلات القرآن – من الأنبياء إلى آخره (وهو كل ما عُثر عليه من الكتاب) المؤلف: أحمد بن أبي بكر بن عمر الجبلي المعروف بابن الأحنف اليمني (ت 717 هـ) دراسة وتحقيق: الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ج1ص 292

وقوله: {تَهْجُرُونَ} قرأ نافعٌ وابنُ عباس ومجاهدٌ بضمِّ التاء وكسر الجيم؛ أي: تُفْحِشُونَ وتقولون الخَنا، يقال: ‌أَهْجَرَ الرَّجُلُ في كلامه؛ أي: أَفْحَشَ، قيل: إنّ كفّارَ مكةَ كانوا يسُبُّونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والقرآنَ والإيمان.
ويقال أيضًا في هذا المعنى: ‌أَهْجَر إهجارًا: إذا أفحَش في مَنْطِقِهِ، يقال: قد ‌أَهْجَر الرجل في مَنْطِقِهِ، قال الكُمَيت

– وَلا أَشْهَدُ الهُجْرَ والقائِلِيهِ… إِذا هُمْ بِهَيْنَمةٍ هَيْنَمُوا
وقرأ الباقونَ بفتح التاء وضمِّ الجيم؛ أي: تقولون ما لا تعلمون، من قولهم: هَجَرَ الرَّجُلُ في منامه: إذا هَذَى، قال الشاعر:
– أُحِبُّ الفَتَى يَنْفِي الفَواحِشَ سَمْعُهُ… كَأَنَّ بِهِ مِنْ كُلُّ فاحِشةٍ وَقْرا
سَلِيمَ دَواعِي الصَّدْرِ لا باسِطًا أَذًى… وَلا مانِعًا خَيْرًا وَلا قائِلًا هُجْرا
فالهُجْرُ -بالضم-: الهَذَيان،


معجم الغنيُ الزاهِرُ المؤلف: الدكتور عبد الغني أبو العزم
أهْجَرَ – [هـ ج ر]. (ف: ربا. لازمتع. م. بحرف). أهْجَرَ، يُهْجِرُ، مص.  3.”أهْجَرَ فِي كَلاَمِهِ” : تَكَلَّمَ باِلهَذَيَانِ والقَبِيحِ. “أهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ”.

زر الذهاب إلى الأعلى