اربع مجالس للخطيب البغدادي ج 1 ص 49
مَجْلِسٌ أُمْلِيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَاشِرِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ
45 – أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْوَرَّاقُ، ثنا بَكَّارُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي السُّكَيْنِ الْبَصْرِيِّ، حَدَّثَنِي عَمُّ أَبِيه زُحَرُ بْنُ حُصَيْنٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ، حَدَّثَنِي، أَبِي، عَنْ مَوْلًى لِبَنِي سَلامَة , قَالَ: كُنَّا فِي ضَيْعَتِنَا بِالنَّهْرَيْنِ وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ بِاللَّيْلِ، فَقُلْنَا: مَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه السلام خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تُصِيبَهُ بَلِيَّةٌ. وَمَعَنَا رَجُلٍ مِنْ طَيٍّ. فَقَالَ الطَّائِيُّ: فَأَنَا مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ الْحُسَيْنِ، فَمَا أَصَابَنِي إِلا خَيْرٌ.
قَالَ: وَغُشِيَ السِّرَاجُ، فَقَامَ الطَّائِيُّ يُصْلِحُهُ، فَعَلِقَتِ النَّارُ فِي سَاحَتِهِ، فَمَرَّ يَعْدُو نَحْوَ الْفُرَاتِ، فَرَمَى بِنَفْسِهِ فِي الْمَاءِ، فَأَتْبَعْنَاهُ، فَجَعَلَ إِذَا انْغَمَسَ فِي الْمَاءِ رَفْرَفَتِ النَّارُ عَلَى الْمَاءِ وَإِذَا ظَهَرَ أَخَذَتْهُ حَتَّى قَتَلَتْهُ