شرح سنن الترمذي
المؤلف : محمد بن محمد المختار الشنقيطي
كان الإمام الترمذي في منزلةٍ عظيمةٍ من الفضل والنُّبْل والعبادة والصلاح ذكروا أنَّه وُلد بصيراً ولكنَّه فقد عينيه وكان سبب ذلك كثرةُ بكائه -رحمة الله عليه- فأُثنِى عليه في الزهد وأُثنِى عليه في العبادة والاستقامة وليس ذلك بغريب على من حفظ سُنَّة رسول الله– صلى الله عليه وسلم — فإنَّ الغالب في الإنسان إذا حفظ كتاب الله وحفظ سُنَّة رسول الله– صلى الله عليه وسلم — حِفْظ الواعى المتأمِّلِ المتبصِّرِ فإن الله– عز وجل — ينفعه بهذا الوحى ، ويكسر قلبه له– سبحانه وتعالى — ولا يجعل الله هذا النور – في الغالب – في قلب أحدٍ إلا و يُريد به الخير، ويُريد به الرحمة والسداد .
أخبار أبي تمام
المؤلف: أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي (المتوفى: 335هـ)
حدثني أبو علي الحسين بن يحيى الكاتب قال، حدثني محمد بن عمرو الرومي قال: ما رأيت قط أجمع رأياً من ابن أبي دؤاد، ولا أحضر حجةً، قال له الواثق: يا أبا عبد الله رفعت إلى رقعة فيها كذب كثير، قال: ليس بعجبٍ أن أحسد على منزلتي من أمير المؤمنين فيكذب علي، قال: زعموا فيها أنك وليت القضاء رجلاً ضريراً، قال: قد كان ذاك، وكنت عازماً على عزله حين أصيب ببصره، فبلغني عنه أنه عمى من كثرة بكائه على أمير المؤمنين المعتصم، فحفظت له ذاك، قال: وفيها أنك أعطيت شاعراً ألف دينارٍ، قال: ما كان ذاك، ولكني أعطيته دونها، وقد أثاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن زهير الشاعر، وقال في آخر: أقطع عني لسانه. وهو شاعر مداح لأمير المؤمنين مصيب محسن، ولو لم أرع له إلا قوله للمعتصم صلوات الله عليه في أمير المؤمنين أعزه الله:
فاشدُدْ بهارُونَ الخلافةَ إِنه … سَكَنٌ لوحْشِتها ودارُ قَرَارِ
ولقد علمتُ بأنَّ ذلكَ مِعصَمٌ … ما كنتَ تتركهُ بغيرِ سِوَارِ
تهذيب الكمال في أسماء الرجال المؤلف: يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي (المتوفى: 742هـ) المحقق: د. بشار عواد معروف
و َقَال أبو حمزة محمد بن يعقوب بن سوار، عَنْ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ، فَقَالَ: «لَا تَلُومُونِي، فَإِنَّ يَعْقُوبَ فَقَدَ سِبْطًا مِنْ وَلَدِهِ فَبَكَى حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَاتَ، وَقَدْ نَظَرْتُ إِلَى أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فِي غَزَاةٍ وَاحِدَةٍ أَفَتَرَوْنَ حُزْنَهُمْ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي؟»